هاجم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف بشدة اليوم الجمعة اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي لحثهم مؤخرا موسكو على سحب قواتها من اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية المنشقين عن جورجيا. ووصف الرئيس الروسي اعضاء مجلس الشيوخ "بالخرفين."
وكان مجلس الشيوخ بواشنطن قد أكد على الدعوة التي طالما اعتمدتها الادارة الامريكية للقوات الروسية لتنفيذ شروط قرار وقف اطلاق النار الذي وضع نهاية للحرب التي دارت في صيف 2008 بين روسيا وجورجيا، وسحب قواتها من الاقليمين المذكورين.
وقال الرئيس ميدفيديف في اول لقاء صحفي يجريه مع الاعلام الجورجي منذ الحرب إن القرار الذي اصدره مجلس الشيوخ لا يعكس الا "آراء بعض اعضائه الخرفين."
وقال للصحفيين في منتجع سوتشي جنوبي البلاد: "مجلس الشيوخ مجلس اجنبي، وهذا هو رأيهم الخاص، ولكني لا اهتم بما يقولون."
وتضمنت تصريحات ميدفيديف توبيخا نادرا لواشنطن بعد ان عمل عن كثب مع فريق الرئيس الامريكي باراك اوباما "لاعادة ضبط" العلاقات بين البلدين بعد توترها خلال الحرب مع جورجيا.
وقال الرئيس الروسي ان رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي اتخذ قرار شن هجوم لاستعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية مما أشعل الحرب مع روسيا بعد ان قامت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية حينذاك بزيارة العاصمة الجورجية تبليسي لاظهار التأييد الامريكي لحكومة ساكاشفيلي.
وقال: "بعد زيارة رايس، توقف زميلي الجورجي عن الاتصال بي، وانا متأكد انه توصل الى قراره (بخوض الحرب) بعد تلك الزيارة."
يذكر ان العلاقات بين الجارين اللدودين تشهد توترا متصاعدا مع قرب حلول الذكرى السنوية الثالثة للحرب، حيث هددت تبليسي بعرقلة جهود روسيا للانضمام الى منظمة التجارة العالمية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد قالت في وقت سابق من الاسبوع الجاري إن القرار الذي اصدره مجلس الشيوخ الامريكي قد اثار "مزاجا انتقاميا" في تبليسي.
وتقول موسكو إن من حقها الاحتفاظ بقواتها في الاقليمين الجورجيين بعد ان اعترفت باستقلالهما عقب الحرب.